كتب رئيس التحرير خالد صادق
زيارة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو المرتقبة لواشنطن تأتي في ظل ظروف معقدة ومحاولات حثيثة من الادارة الامريكية للضغط على اسرائيل للدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق في غزة. ويحمل نتنياهو حقيبة مليئة بالالغام تحتوي على ثلاثة قضايا مصيرية
اولها دخول اسرائيل في تطبيق المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة بين اسرائيل والمقاومة الفلسطينية حيث يطالب نتنياهو قبل تنفيذ المرحلة الثانية بنزع سلاح المقاومة واشراف اسرائيل ومشاركتها في نزع السلاح بينما ترفض المقاومة الفلسطينية مجرد مناقشة هذا الامر على اعتبار ان هذا السلاح ملك للشعب الفلسطيني وليس لاي فصيل كان وان حق المقاومة مكفول وفق القوانين والاعراف الدولية وسيطرح نتنياهو على الامريكان فكرة اعادة البناء والتعمير في المناطق التي تسيطر عليها اسرائيل في قطاع غزة نحو 54/ من مساحة القطاع وتبقى حماس والمقاومة محاصرة في اماكنها حتى تخضع لارادة اسرائيل وتقوم بتسليم سلاحها فهل تتمسك اسرائيل بموقفها وتفشل التهدئة من خلال تعنتها واصرارها على تجريد المقاومة من سلاحها وهل يبقى الموقف الامريكي كالمعتاد متماهيا مع الموقف الاسرائيلي المتعنت؟.
الملف الثاني الذي يحمله نتنياهو في حقيبته الملغمة هو الملف اللبناني وتجريد حزب الله من سلاحه بادعاء ان الحزب يقوم باعادة تكوين نفسه عسكريا من جديد واستطاعته ادخال سلاح جديد متطور الى مخازنه في لبنان وان الحزب يعيد تنظيم نفسه وتشكيل اجهزته العسكرية والأمنية وهو ما لن تسمح به اسرائيل وبالتالي هى تقترح على واشنطن شن عدوان حاسم وسريع على لبنان والقضاء على حزب الله من خلال توجيه ضربات قاصمة وحاسمة له تكون كفيلة بإضعافة والا تقوم له قائمة من بعد فهل ستتوافق الارادة الامريكية مع الموقف الصهيوني وتمنح اسرائيل الضوء الاخضر لشن العدوان؟.
الملف الثالث وهو الاخطر حسب التقديرات الصهيونية يخص ايران حيث يسعى نتنياهو لاقناع الادارة الامريكية بتوجيه امريكا واسرائيل ضربات عسكرية حاسمة وقاصمة للجمهورية الاسلامية الايرانية للقضاء تماما على برنامجها النووي وتدمير قدراتها الصاروخية المتطورة التي فاقت كل التوقعات الاسرائيلية بدقتها وقدرتها على اصابة الهدف وقدرتها الهائلة على التدمير واختراقها المتكرر للمنظومات الدفاعية الاسرائيلية كما تسعى اسرئيل من وراء ذلك لتفكيك محور المقاومة في المنطقة والذي تقوم ايران بتمويله ودعمه ماليا وعسكريا حسب مزاعمها فهل يمكن ان ينجح نتنياهو في اقناع الادارة الامريكية والرئيس ترامب بالمشاركة في عوان غاشم على ايران؟.
نتنياهو يسعى من خلال هذه الملفات الثلاثة لتحسين موقعه الانتخابي خلال العام القادم الذي سيشهد انتخابات اسرائيلية جديدة خاصة ان استطلاعات الرأي ليست في صالحه او في صالح ائتلافة اليميني حتى الان لذلك هو يبحث عن قفزة عسكرية حاسمة تعيده الى الصدارة وتضمن له فوزا مريحا في الانتخابات القادمة وتبقى الادارة الامريكية هى المفتاح الذي سيضمن لنتنياهو تحقيق اهدافه العسكرية او انها ستكبح جماحه وتعيده الى رشده ويبقى الجميع على قائمة الانتظار.
نتنياهو يتوجه بحقيبة ألغام لواشنطن
القدس واللاجئين


التعليقات : 0